• عدد المراجعات :
  • 997
  • 11/21/2011
  • تاريخ :

حبيب بن مظاهرو حبه لأهل البيت

حبيب بن مظاهرو حبه لأهل البيت

قام الإمام الحسين (ع) بثورته العظيمة مع فئة قليلة من أصحابه، فئة وقفت معه (ع) حتى آخر رمق وذبت عنه بكل بسالة وشجاعة حتى سقط الواحد منهم تلو الآخر مضرجين بدم الشهادة، لقد مثل هؤلاء الابطال في وقفتهم تلك ذروة الكمال الانساني وجسدوا أعلى القيم الانسانية فقد آمنوا بالحسين وأنظموا تحت لوائه وأقتفوا أثر مبادئه السامية فلم يقاتلوا من أجل سلطان أو حكم أو غنائم بل خرجوا مع الحسين وهدفهم هو هدفه (ع) في سبيل الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ذ

فقارعوا جيش البغي الجرار رغم قلة عددهم متدرعين بأيمانهم الخالص بالله وحبهم وولائهم لأهل بيت نبيه (ص) وبقي هؤلاء الاصحاب الاوفياء _ الذين لم ولن يلد الزمان بمثلهم _ رمزاً للعطاء وعنواناً للفداء في كل زمان ومكان وتدلنا كلمة الإمام الحسين (ع) بحقهم على مدى أيمانهم ورسوخ عقيدتهم وولائهم حينما قال (ع):

(أني ما رأيت أصحاباً خير وأفضل من أصحابي).

ويأتي في طليعة هؤلاء الاصحاب المخلصين الصحابي الشهيد حبيب بن مظاهر الاسدي رضوان الله عليه حامل راية الانصار وقائدهم وقدوتهم، لقد كان لهذا البطل مواقف مشرفة كثيرة، جسدت رسوخ أيمانه بالله وعميق حبه لأهل البيت (ع) وتفانيه في التضحية في سبيل أعلاء كلمة الله حتى ختم هذه المواقف المشرفة بأشرفها وهي الشهادة في سبيل الله بين يدي سيده الإمام الحسين (ع).

نشأ حبيب في بيت توارث البطولة والشجاعة والكرم والوفاء وغيرها من الصفات الفضيلة فكانت هذه الصفات هي التي جعلته محل اعتماد امامه الحسين (ع) وثقته فقد زخر هذا البيت بالاسماء اللامعة التي حملت من الصفات ما ندر حملها في الرجال فحبيب بن مظاهر بن رئاب بن الاشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة يحق له أن يفخر بقبيلته التي برز منها الابطال والاشراف فكان منها فقعس الذي كان يعد من الابطال المعدودين ومعبد بن نضلة بن الاشتر الفقعسي الذي كان من اشراف الجاهلية وأبطالها ويذكر له التاريخ منافرة مع خالد الصيداوي أيام النعمان بن المنذر دلت على علو الهمة والوفاء والكرم وعزة النفس لبني فقعس قبيلة حبيب وفي ذلك اليوم قال شاعرهم مفتخراً:

وانا لنقري الضيف في ليلة الشتا... عظيم الجفان فوقهن الحوائر

كما كان لحبيب وأهل بيته الشرف الاكبر في صحبتهم للنبي (ص) وولائهم لأهل بيته (ع) فقد ذكر أبن حجر العسقلاني في الاصابة في القسم الثالث ممن له أدراك ج 1 ص 373:(أن حبيباً أدرك النبي وعمر وقتل مع الحسين (ع) مع أبن عمه ربيعة بن خوط بن رئاب وربيعة هذا شاعر مخضرم حضر يوم "ذي قار" ثم نزل الكوفة)؟

وذكر أبو محنف في مقتله أنه كان لحبيب اخوان استشهدوا مع الحسين (ع) اضافة الى حبيب هما يزيد وعلي أبنا مظاهر وقد عزز العلامة الكبير الشيخ عبد الواحد المظفر في كتابه (البطل الاسدي) هذا الرأي فقال: (وبناءً على ما نختاره من رواية الطبري عن الإمام محمد الباقر (ع) في عدد الشهداء مع الحسين (ع) أنهم مئة وخمسة وأربعين رجلاً وعلى هذه الرواية المعتبرة فأن ما قيل قريب لأن المعروفة أسماؤهم لا يبلغون هذا العدد).

وهناك رواية اخرى تدل على ذلك ففي معالي السمطين ج 1 ص 311: أن الحسين (ع) قال لأصحابه: (ألا ومن كان في رحله أمرأة فلينصرف بها الى أهلها) فقام علي بن مظاهر الاسدي وقال: ولماذا يا سيدي؟ فقال (ع): أن نسائي ستسبى بعد قتلي وأخاف على نسائكم من السبي فمضى علي الى خيمته وأخبر زوجته بذلك فقالت له: وما تريد أن تصنع؟ قال: قومي حتى ألحقك بأهلك فقالت له: لا والله أنتم تواسون الرجال ونحن نواسي النساء فرجع علي وهو يقول للحسين (ع): أبت الاسدية إلا مواساتكم فجزاهم الحسين (ع) خيراً.

لقد غمر حب الحسين جميع أهل هذا البيت الاسدي الطاهر وعلى رأسهم حبيب، أمتاز حبيب بمزايا قل نظيرها عند غيره من الرجال فالوفاء والبصيرة واليقين والحلم والكرم والعلم والشرف وكرم الاصل والنفس والعفة والشجاعة والزهد وغيرها من الصفات العظيمة، التي أمتاز بها حبيب هي التي جعلته محل ثقة مولاه أمير المؤمنين (ع) فخصه بعلم خاص لم يخصه سوى الصفوة المختارة من اصحابه وهو علم المغيبات.

فقد روى الكاشي في (منتهى المقال في احوال الرجال) ج 2 ص 328 عن فضيل بن الزبير _ وهو من أصحاب الإمامين الباقر (ع) والصادق (ع) - قال: مر ميثم التمار على فرس له فأستقبله حبيب بن مظاهر الاسدي عند مجلس بني أسد فتحادثا حتى أختلفت عنقا فرسيهما ثم قال حبيب: لكأني بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق قد صلب في حب أهل البيت نبيه فتبقر بطنه على الخشبة فقال ميثم: وأني لأعرف رجلاً احمر له ضفيرتان يخرج لنصرة أبن بنت نبيه فيقتل ويجال برأسه في الكوفة ثم افترقا فقال أهل المجلس: ما رأينا أكذب من هذين قال - أي فضيل بن الزبير - فلم يقترف المجلس حتى اقبل رشيد الهجري فطلبهما فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا فقال رشيد: رحم الله ميثماً نسي ويزداد في عطاء الذي يجيء بالرأس مئة درهم، ثم أدبر فقال القوم: هذا والله أكذبهم قال: فما ذهبت الايام والليالي حتى رأينا ميثماً مصلوباً على باب دار عمرو بن حريث وجيء برأس حبيب وقد قتل مع الحسين (ع) ورأينا كما قالوا، ويبدو ان الكثير من الناس يشاركون القوم استغرابهم من هذا الحديث في الوقت الحاضر ولكن هذا ليس بغريب على من لازموا امير المؤمنين (ع) في حله وترحاله واخذوا منه وتخرجوا من مدرسته وهو القائل: علمني رسول الله الف باب من العلم فتح لي من كل باب ألف باب وقال في حقه رسول الله: انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد المدينة فليأتها من بابها.

اعداد : سيد مرتضي محمدي

القسم العربي - تبيان


كيف ما قبلته كأخيه الحسن ؟

تسابق الحسنين

إحياء الموتى بدعائه عليه السلام

قيام رسول الله صلي الله عليه واله وسلم لسقايته عليه السلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)